....لا تخافوا أنا معكم حتى منتهى الدهر
رسالة المحبة والانفتاح والاحترام، احترام التعددية وكل انسان في ايمانه ومعتقده وحريته
"بدوني لا تستطيعون ان تفعلوا شيئا" : "بتأثر عميق وبفرح كبير احتفل معكم اليوم بعيد شفيع هذا المكان مار جرجس وادعوكم جميعا ان نعيش أثر هذا الاحتفال لأننا هنا نفهم ونشعر أننا حاملو تاريخ عريق وتراث كنسي وانساني كبير فهذا المكان مقدس منذ مئات السنين ويعود بنا الى بداية المسيحية والى الاصول، الى السيد المسيح الذي سمعنا في انجيل اليوم من يوحنا (انا الكرمة وانتم الاغصان، من لا يثبت في لا يعطي ثمرا واذا ثبتتم في تستطيعون أن تعطوا ثمرا كثيرا فيتمجد أبي ويعرف العالم أنكم تلاميذي)".
"في هذا الاحتفال نعود الى ذواتنا والى الاصول، الى الكرمة الحقيقية الى السيد المسيح، أي أننا نشعر، وهذا وجداننا التاريخي، ان لنا تاريخا كبيرا في هذه الأرض بالذات حافظ عليه آباؤنا وأجدادنا، حافظوا عليه حفاظهم على ذواتهم وعلى عائلاتهم وعلى أرضهم المقدسة. ونحن اليوم نتطلع في البعيد البعيد الى التاريخ ومنه نتطلع الى المستقبل البعيد. اننا بثباتنا بالمسيح نثبت في ايماننا أولا وفي رجائنا ومحبتنا ثانيا ونستحق ان نحمل اللقب الذي حمله أجدادنا وآباؤنا عن جدارة، لقب تلاميذ ورسل السيد المسيح في هذه الارض، أرض السيد المسيح، الأرض التي باركها بنفسه فنكون حاملي تراث وثقافة وشهادة ورسالة في ارضنا. يريدنا المسيح أن نعطي ثمرا كثيرا. وهذا هو ثمر حضورنا اليوم من فضل أجدادنا وآبائنا من مئات السنين الذين عاشوا وأدوا شهادتهم للمسيح، ثابتين في ارضهم وكنيستهم وفي رسالة ودعوة كنيستهم أي خدمة البشرية والناس وكل انسان بمحبة ومجانية. فكما كان السيد المسيح خادما بالمحبة للجميع وكما آباؤونا واجدادنا. وكما كانت كنيستنا خادمة على مدى مئات السنوات في هذه الأرض ومع الشعوب التي عاشت على هذه الارض، نحن اليوم نشعر أننا حاملو هذه الرسالة وعلينا ان نؤدي هذه الشهادة في حياتنا كل يوم وان نثبت بالمسيح، الكرمة الحقيقية".
"اتخذ المسيح صورة الكرمة لانها تبين مدى انتشار المسيحية في العالم واتصالها وارتباطها بالكرمة فتعطي ثمارا كثيرة، ومهما انتشرت الأغصان وكبرت، يبقى هذا الارتباط يعطي النمو أي الماء والحياة لكل الأغصان. مهما بعدت عن الكرمة لكي تعيش حياتها ورسالتها من خلال ارتباطها بالكرمة. فارتباطنا بالسيد المسيح هو ارتباط أبدي وهو قال لنا "لا تخافوا أنا معكم حتى منتهى الدهر، أثبتوا في ايمانكم واذهبوا في العالم كله، بشروا، علموا، عمدوا الناس باسم الآب والابن والروح القدس وأنا معكم حتى امنتهى الدهر، لا تخافوا". واشار الى ان "المسيحي تحرر من عقدة الخوف ومن كل نتائجه اي اليأس والاحباط وكل ما بينهما، المسيحي يعيش حرية أبناء الله بفرح كبير لأنه من المسيح يستمد النمو وحياته وجرأته وشجاعته كي يكون صوت الحق في العالم وخادم المحبة لكل انسان".
"شعب عبرين وراشكيدا يعطي شهادة منذ سنوات وسنوات لهذه المحبة، وهو شعب عاش بايمان كبير وانفتاح، فأبناء هاتين البلدتين أعطوا ويعطون لبنان كله مثالا على ما هي المسيحية في اصولها وعلى ما هو الاسلام في اصوله، فنحن أمام هذه الشهادة لا نخاف على مستقبلنا. نحن أقوياء بما ترك لنا الآباء والأجداد، نحن أقوياء بهذا الارث العظيم، نحن أقوياء بهذا المعبد الذي يبرهن لنا، أننا ثابتون في هذه الارض وفي رسالتنا، رسالة المسيح، رسالة المحبة والانفتاح والاحترام، احترام التعددية وكل انسان في ايمانه ومعتقده وحريته. نحن معكم نبعث رسالة الى كل اخوتنا في كل لبنان، رسالة محبة وخدمة مجانية، رسالة انفتاح وحوار وعيش واحد مشترك، فكما كان آباؤنا واجدادنا نحن نريد أن نبقى، ثابتين بارتباطنا بالمسيح الكرمة الحقيقية ومتطلعين الى المستقبل البعيد بايمان وثقة كبيرين. نحن لا نخاف على شيء طالما نحن ثابتون في هذا الايمان وطالما اننا حاملو هذه الرسالة".
"افرحوا معي اليوم في ليلة عيد شفيعكم، مار جرجس، الذي كان شهيدا في الكنيسة وكان شاهدا للعيش المسيحي في خدمة الانسان"، مثمنا "القيم التي عاشها ابناء عبرين وراشكيدا منذ مئات السنين"، وداعيا الى "أن نحافظ على رسالة الصدق والحق والاخلاص ونعطيها لاولادنا. هذه القيم التي تربينا عليها هي التي ساعدت شعبنا وكنيستنا على الاستمرار في حضورهم وشهادتهم للمسيح وعيشهم بالمحبة والاحترام للجميع. ونحن نريد أن نبقى حاملي هذه الرسالة بالذات وأن يكون ابناؤنا واجيالنا الطالعة على هذه الرسالة ثابتين، فلا تخافوا لا من شيء ولا على شيء، اننا أقوياء بمن يقوينا يسوع المسيح، اننا أقوياء برسالة المسيح، بالمحبة التي تجمعنا بكل الطوائف التي تعيش معنا وحولنا. ونحن نريد ان نبقي على هذه الرسالة حية في حياة كل يوم وفي تربية اجيالنا من أجل مستقبل زاهر يتابع رسالة هذا الارث العظيم الذي نحتفل به اليوم، واذا كان هذا المعبد بدأنا بترميمه، نتمنى أن ننتهي عاجلا من انجاز الأعمال ليبقى مثالا ومنارة للعيش المسيحي والاسلامي الواحد ولرسالة المسيحية لكي تكون، أينما وجدت، هنا وفي لبنان وفي العالم كله، رسالة محبة وخدمة وصدق واخلاص للجميع".
"بعيد شفيعكم، ونتمنى أن نتذكر في كل عام وفي كل أعيادنا، أننا، نحن حاملو هذا التراث وهذه الرسالة، علينا أن نشهد للمسيح بارتباطنا به مباشرة ومن خلال كنيستنا وشعبنا وآبائنا واجدادنا، أمانة لهم وللرسالة المسيحية الواحدة والشاهدة للمسيح"
No comments:
Post a Comment