Monday, November 17, 2014

زمن الشيطان، فمتى يُسْحَقُ الرأسُين....؟

زمن الشيطان، فمتى يُسْحَقُ الرأسُين....؟


 
 
في علامات الازمنة، نقرأ انقلاباً على الله، وعَرْبَدةً جماعية مستدامة، إنه زمنُ الشيطانِ بامتياز!
فما الذي يحصل؟ ولماذا ضاع السلامُ على الارض، وهجرتِ المسرَّةُ الناسَ؟

ما من عقلٍ سوي، يمكنه أن يفهم ما يحدث اليوم، في كثير من بقاع الارض، حفل جنون جماعي؛ فلا ضوابط ترسم الحدود بين الحق والباطل، ولا سلطة تحفظ الحقوق، وتصون الكرامات، أما الشعوب فمصابة بفقدان الذاكرة، أو أنها ارتوت من النبع المسحور، فأصيبت بعمى البصر و البصيرة.

آمَنَّا أنَّ الانسان هو على صورة الله ومثاله!فأيُّ انسانٍ هو هذا، الذي يفوق بسلوكه، كل عصور التوحش؟فهل نصدِّق، أنَّ ما يَجري اليوم، فوق أرض لبنان، والعراق، وسوريا، وليبيا، ومصر، وغيرها، صانِعُه ومنفِّذه، انسانٌ يحملُ صورة الله؟!

لا تَكْفِرُوا، ولا تَضَلوا، ولا تُخطِئوا، فهؤلاء، كائنات لا تشبهُ البشر! ما يحصل، انقلابٌ على الله، أوانتفاضةٌ تشبه تلك التي قادها "يوسيفورس"، الذي سقط بغروره، وكبريائه، من أعلى المراتب الملائكية، الى دونيَّة الابْلَسَةِ في رئاسة الجحيم؛ انه صراعٌ بين الخير المطلق، والشر المطلق. فهل يسقط الانسان، كما سقط من قَبْلُ؟

ما نشهده اليوم، عَصْفٌ جارفٌ لما بنته الانسانية، عبر تاريخها من حضارات، وابداعات، وفكر، وثقافة، وقيم. هؤلاء يتَّخِذون من "تيولوجيا" الدين مطيَّةً، لأحفاد إبليس وزبانيته!
تطلبون أدلةً، وهي كثيرة؛ فنحن مع الذين هالهم هذا السقوط العظيم، نستعيد بعضاً من مسلسلات العنف، والرعب، والاجرام، والتوحش، والفساد، والانحراف، التي أصبحت–مع الاسف الشديد- ثقافة، يُسوِّقُ لها، ويُفاخر بها تكفيريو هذا الزمن التعيس، ويعملون على تعميمها، بحد السيف، وسفك الدماء، وانتزاع القلوب.

هؤلاء، يتظللون راية الله، ويحتكرون التحدث باسمه، نسألهم باسم من تذبحون، وقد قال تعالى في وصيته الرابعة، لا تقتل، وباسم من تغتصبون النساء، وغيرهم من البشر وغير البشر، يا مجاهدي النكاح، وهو الذي نهاكم عن الزنى، وحتى عن اشتهاء امرأة القريب، ومقتناه، فأي دين يحضُّكم على سبي النساء، وبيعهن في ألاسواق كما تباع المواشي؟

أي دين يبرر لكم خطف الاطفال والرضَّع، وسوقهم الى متعتكم، أو الى تذهينهم على الذبح وسفك الدماء، فمن تعبدون أنتم، وقد نهاكم، عن (القتل، والزنى، والسرقة، و حتى عن اشتهاء امرأة القريب. . . )؛ فماذا تفعلون أنتم؟

 نسألكم، كيف تفجِّرون المدارس، والجامعات، ودورالعبادة والمستشفيات، وتقطعون الاعناق والارزاق، وأنتم تكبِّرون وتهلِّلون؟

قد يسأل بعضُكم، عن هويَّةِ هذا المسخ، الذي يعيث في الارض فساداً ورعباً، ويقضُّ مضاجعَ الابرياء المسالمين. ولمن يجهل نقول، يكفيكم مراقبة حركة السلاح والتسلح، مصدرها، حجمها، أنواعها، اضافة الى تدفُّق آلاف الارهابيين من كل أصقاع العالم، عبر مسالك آمنة، محميَّة من دول اقليمية ودولية، معروفة بالصوت والصورة، راقبوا كذلك، حركة تدفق الاموال العربية-الخليجية، والاقليمية-الدولية، عثمانية، أميركية، وأوروبية وغيرها، وهي جميعها، من أموال الشعوب الجائعة والمشردة، والمنبوذة، حتى يتكشَّفَ لكم، ودون الحاجة الى فحص الحمض النووي، نَسَبَ هذا المسخ، الذي ينتظر عودة (الخُضْرِ)، ليَسْحَقَ رأسه، وترتاحَ حسناوات هذا الزمان!

مئات المليارات من الدولارات، إستُثمرت من أجل تدمير المجتمعات العربية؛ فلو يقرأ العرب ! لوجدوا أنَّ حكوماتهم تدفع أكثر من مئة مليار دولار سنوياً، بدل السلاح الاميركي، وتحديداً من دول الخليج، التي تُؤمِّن السيولة نقداً، وكلَّ حاجاتِ الارهابيين، ومستلزماتهم اللوجستية، بكرم عربي غير مسبوق.

جاء في صحيفة العرب، التي تأسست في لندن عام 1977، بتاريخ 19/11 /2013، ما حرفيته:" ان شركات السلاح الاميركية بدأت تنظر الى الشرق الاوسط كملاذٍ يمكن أن ينقذها من الانكماش وربما الافلاس".

لمن لم يقتنع بعد، نُحيله الى ما صدر في دوائر الامم المتحدة، والذي تناقلته معظم وسائل الاعلام ذات المصداقية، وفيه تأكيد على أن الكثير من التحويلات المالية، المرسلة اليوم الى "داعش"، والمنظمات الارهابية الاخرى، تمر عبر المصارف الاوروبية!

من أفواههم ندينهم، ونؤكِّد أنَّ تحالفهم الدولي لمقاتلة الارهاب، هو خدعة العصر بامتياز. يقاتلون الارهاب بيد، ويمدونه بكل أشكال الدعم، باليد الاخرى، يقصفونه في بعض مواقع الميدان، ثم يوفرون كل ما يحتاجه، بأمرهم وبأموالهم.

هكذا نفهم لماذا، تجْهَدُ أميركا باستمرار، لتصعيد الخلاف وتأجيجه في الشرق، لاسيما بين ايران، والبلدان العربية التي تملك الثروات الطائلة؛ فهي بحاجة ماسة الى عدو اسطوري دائم، يبرر لها نهب ثروات العرب، و"شفط أموالهم "، حتى تجف المنابع.

هؤلاء هم الذين صنعوا هذا الوحش الداعشي وغيره، وعندما كَبُر وخرج عن السيطرة، عملوا على لجمه، واذا اقتضى الامر دمَّروه، واستبدلوه بوحش أكثر ترويضاً، وهكذا بدأت أميركا، والدول الاوروبية التي تدور في فلكها، انشاء مخيمات حاضنة، للوحش الجديد، في أمبراطورية بني عثمان، وبتنسيق كامل مع عملائهم العرب، وبالدعم المفتوح!


العلَّة اذاً تكمن، في رأس الافعى، لا في ذنبها، وما لم يُسْحَق الرأسُ  إسرائيل وأميركا  ، سيبقى الخطرُ قائماً، وستبقى شعوب العرب تبكي حاضرَها ومستقبَلها، كما بَكَتْ دائماً تاريخَها